الكتب المدرسية الجديدة

الكتب المدرسية الجديدة هل بالفعل حققت أهذافها؟ الى اي حد يمكن القول أنها أتت بجديد؟ أم أنها مجرد تغيير للغلاف. ساهم معنا في نقاش هذا الموضوع؟

يعتبر الكتاب المدرسي ، من أهم الوسائل الديداكتية التي تتوقف عليها العملية التعليمية التعلمية، ونظرا إلى دوره المهم ،ظل هذا الكتاب مثار نقاش لدى الأمم المختلفة ، وعبر أزمنة متنوعة، مما جعله محط اهتمام علماء التربية والمشتعلين بالتربية والتعليم،وسعيا إلى مواكبة مستجدات العصر و تحيين البرامج الدراسية لتساير العصر، عمدت وزارة التربية الوطنية بالمغرب إلى تحرير التأليف المدرسي من يد الدولة وجعله ،ميدانا مفتوحا للباحثين والمهتمين، عملا بمقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين،واستجابة لمطالبه وتوصياته،فتمخض عن عملية تحرير التأليف المدرسي هذه،مولود جديد اختير له من بين الأسماء " الكتاب المدرسي الجديد" ، إلا أن هذاالمولود الجديد سيسيل كثيرا من الحبر وسيسود صفحات كثيرة، فرحب به البعض فسمعت تصفيقات و زغاريد تبشر به،بينما أدار البعض الآخر وجهه له، رافضا حتى التملي بطلعته، وبين هذين الفريقين سنجد طائفة ثالثة تفحصت المولود الجديد باحثة عن أوجه الشبه بين الإبن والأب " الكتاب القديم"،و عن أوجه الاختلاف بنهما ، خلصت إلى نتائج مختلفة وخلاصات متنوعة، ومساهمة منا في الكشف عن معالم هذا المولود الجديد ،و عن بعض من عيوبه التي تخدش جماله ،خاصة تلك التي جاءت بفعل الولادة القيصيرية له ، ارتأيت أن أكتب هذه المقالة، وأضمنها مجموعة من الخواطر والأفكار ، وأنا أحمل المولود الجديد في الحضن و أتأمل محياه ووجهه.
لعل أول ما يثير المتأمل لصورة الكتاب الجديد/المولود، هو تعدد الكُنى التي ينادى بها، فمرة نسمع من يناديه بالمنار أو بالمنير أو بالمفيد ، بل هناك من سماه الواحة، أو النجاح ، بل هناك من جعل اسمه جارا ومجرورا، كمن يحلو له أن يناديه ب" في رحاب " ... وغير ذلك، لكن ذلك الخلاف في التسمية لا يفسد للود قضية، مادام جل متأمليه يرتاح لاسم دون غيره.إلا أن المثير فعلا هو ذلك الاختلاف في أركان ومحاور الدرس الواحد للمستوى الواحد،فنجد مثلا كتابين لمستوى واحد يقدمان درسا واحدا ، لكن المشترك بينهما هو العنوان وحده، فيختلفان حتى في المحاور الكبرى.
إن المشتغل على هذا الكتاب الجديد ، لن تغفل عينه مجموعة من الأخطاء المتنوعة( المعرفية و النحوية والصرفيةو الإملائية...)، وهذا ما يجعل المولود الجديد مشابها للأب في بعض هذه الصفات ، وهذه العيوب الخِلْقِية يرجعها البعض إلى الولادة القيصيرية لهذا المولود، فهل هذا المولود فعلا جاء نتيجة ولادة قيصرية، أم أن ولادته طبيعية؟؟؟ للإجابة يجب أن نسأل الطبيب المشرف على العملية ، وإني ذاهب لأسأله........
انتظروني ..............
للموضوع بقية مشوقة ، ولي عودة .